استشاري جلدية ينصح باستشارة طبية مسبقة لتلافي المضاعفات

لم يعد التفكير بموضة الشعر مزعجا، سواء كانت الموضة للشعر القصير أم للشعر الطويل، فالشعر المستعار أصبح يؤدي الغرض المطلوب عند بعض الفتيات، فقد تطور توصيل الشعر، وأصبح يتم عن طريق خياطة الشعر الموصل بجذور فروة الرأس بخيط يمكن إزالته عند الرغبة.
تقول اختصاصية الشعر والتجميل بمركز أراك بمدينة الشارقة دينا حمدان "توصيل الشعر وتغييره كان في السابق يتم عن طريق وضع الباروكة حسبما ترغبه الزبونة، ولكن كان شكله واضحا لدى الجميع بأنها باروكة وليست شعرا طبيعيا، ولكن حاليا ظهرت موضة توصيل الشعر بالخياطة، عن طريق توصيل خصل الشعر وخياطتها مع فروة الرأس، أو مع خصل الشعر نفسه، ويكون من نفس لون الشعر، مما لا يجعل المشاهد يشك بأنه توصيل أو ليس شعرا حقيقيا".
وأضافت أن هذه الطريقة جعلت المرأة لا تفكر ولا تنزعج من موضة الشعر، فلو كانت الموضة للشعر القصير بإمكانها قص الشعر مثل ما ظهرت الموضة عليه، ولو ظهرت بعدها موضة الشعر الطويل، بإمكانها إضافة خصل على شعرها بالخياطة إذا كان شعرها قصيرا، وبذلك تسير على الموضة دون أي حرج، وبدون أن يعلم أحد أن شعرها غير طبيعي.
وبينت دينا أنواع توصيل الشعر فقالت "هناك خصل لتوصيل الشعر تخص تكثيفه، وتكون لصاحبة الشعر الخفيف، وأخرى لإظهار الشعر ناعما، وثالثة لجعل الشعر مجعدا، وهي تخص صاحبة الشعر الجعد غير الناعم، وخصل أخرى لشعر الضفائر، وغيرها من الأنواع الموجودة لدينا، كما توجد أيضا بمختلف الألوان وتناسب الشعر الملون والأشقر والمصبوغ وغيره".
وعن تكلفة توصيل الشعر قالت "إذا قورنت تكاليف هذه الطريقة بما تنفقه المرأة سعياً وراء أدوية أو مستحضرات أو وسائل أخرى لمعالجة حالة فقدان الشعر التي تعاني منها، أو لتطويله أو تجميله في مراكز التجميل، فلا تعتبر مكلفة، وخصوصاً أنها تقدم للكثيرات حلا مثاليا طبيعيا ودائما، دون الحاجة إلى مزيد من الإنفاق بعد ذلك، لأن الشعر الموصل لا يحتاج أدوية أو مستحضرات للمحافظة على بقائه".
وعن الإقبال على التوصيل للشعر ومن أي الجنسين يكون أكثر قالت دينا " في السابق لم يكن يستخدم هذا الطريقة سوى المرأة، أما الآن وبعد ظهور موضة الشعر الطويل والمنكوش عند الشباب، أصبح الطلب منهم يزيد يوما بعد يوم، وخاصة الذين لا يطول شعرهم بشكل سريع، فيستخدمون التوصيل للإطالة ومحاكاة غيرهم من الشباب ".
حول فعالية هذه الطريقة يقول استشاري الأمراض الجلدية بالشارقة الدكتور عبدالله بن سليمان" هذه الطريقة تفيد في الحالات المرضية، خاصة الذين لديهم تساقط مستمر بالشعر، أو من يعالجون بالكيماوي، ويسبب لهم سقوطا كاملا للشعر، فالتوصيل بالخياطة لفروة الرأس يفيدهم، ويحل لهم مشاكل كثيرة، وخاصة المشاكل النفسية التي تصيبهم بعد سقوط الشعر".
ويشير الدكتور عبدالله إلى أن الشعر هو جزء مهم، لأنه أول وآخر ما نعتني به قبل مقابلتنا للآخرين، وهو يعكس قدرا كبيرا من الاعتداد بالنفس والملامح الشخصية، إضافة إلى الناحية الجمالية، لذلك فإن أي اضطراب في نمو الشعر يؤثر بدرجة كبيرة على حياة المصابين، خصوصا إذا كان الاضطراب شديداً.
وأكد الدكتور سليمان أن توصيل الشعر بطريقة الخياطة لا يؤذي الشعر، لأنها خياطة سطحية وعلى نفس الشعر، ولا تتعرض لها فروة الرأس بشكل يؤذيها، ويصبح جزءاً من الشعر، وطريقة إزالته سهلة أيضا، لا تؤذي الشعر، مجرد سحب للخيط أو رأسه، بعدها يسقط الشعر الموصل، ولكن لابد أن يكون التوصيل من متخصصة في هذا الأمر.
وعن فقدان الشعر في الإناث قبل الرجال قال " يكثر تساقط الشعر لدى الإناث أكثر من الرجال، ويبدأ عند الإناث عند حوالي سن الثلاثين، ويصبح ملحوظاً عند سن الأربعين، وقد يزداد بشكل كبير بعد سن اليأس، وهذا يؤثر بشكل عام على شعر الرأس، لذلك هن من يستخدم التوصيل أكثر من غيرهن".
ومن الأسباب المؤدية إلى تساقط الشعر للإناث قال "قد يعود السبب إلى فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، والحمية الغذائية الشديدة، وكذلك التوتر العصبي، والأمراض المزمنة مثل السكر في الدم، كما يتساقط عدد كبير من الشعر بعد 3 إلى 4 أشهر من الحالات المرضية، أو بعد إجراء عملية جراحية، وذلك بسبب عامل التوتر الناشئ عن المرض، وهذا النوع من التساقط مؤقت، كما تؤدي الاضطرابات الهرمونية كزيادة أو نقصان نشاط الغدة الدرقية إلى تساقط في الشعر".
وقال الدكتور سليمان إن توصيل الشعر تحتاجه أيضا المرأة المصابة بمرض الذئبة الحمراء، حيث تكون هناك بقعة في الرأس فارغة بسبب هذا المرض، لذلك يستخدمه هؤلاء الأشخاص، لأنها عبارة عن خصل توضع مكان الجزء الفارغ من الرأس منعا للإحراج.
وحذر الدكتور عبد الله من كثرة استخدام توصيل الشعر باستمرار لغرض إطالته، لأن كثرة استخدامه تسبب نوعا من الشد المتواصل للشعر وبصيلاته، وبالتالي تسبب تساقط الشعر، والتخلص من هذا الشد قبل حدوث تليف بالجلد يسمح بنمو الشعر بشكله الطبيعي، ولا تحدث أي مشاكل للشعر، ولكن إذا حدث التليف فإن التساقط يصبح فقدانا دائما لخصلات الشعر الذي تعرض للشد من إثر التوصيل، كما حذر أيضا من كثرة استعمال حمامات الزيت الساخن للشعر أو استعمال مواد كيمائية بغرض عمل تسريحات مختلفة للشعر، لأن ذلك يؤدي إلى التهاب وتورم ببصيلات الشعر، وبالتالي يسبب تساقطا للشعر.
ونصح استشاري الأمراض الجلدية قبل البدء بتوصيل الشعر بأخذ استشارة طبية من الطبيب المعالج أو طبيب الجلدية، لفحص الشعر قبل التوصيل بالخياطة، عن طريق أخذ عينة من فروة الرأس لفحصها هستولوجياً، كما يقوم الطبيب المختص أيضا بتحديد خط الشعر الأمامي أو المنطقة المراد توصيلها بالخياطة لفحصها جيدا وفحص بصيلاتها، للتأكد من عدم وجود أي أمراض جلدية في فروة الرأس، حتى لا تزيد المشكلة عند توصيل الشعر بالخياطة.